اتهم رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري المسؤولين عن التفجير بأنهم «قتلوا قلب بيروت من جديد» وخطفوا روحها ودورها ليسكن فيها الخراب والدم والهواء الأصفر، مطالبا الدولة بكل مؤسساتها ورئاساتها ومكوناتها بتحقيق قضائي وأمني شفاف بمشاركة دولية لا يخضع للمساومة والإنكار والهروب من الحقيقة والالتفاف عليها مهما بلغت حدود المسؤوليات فيه.
وقال الحريري في بيان اليوم (الأربعاء)، عقب اجتماع افتراضي لكتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي والمجلس التنفيذي، إن نكبة كبيرة حلت ببيروت وأهلها وسكانها، وحصدت مئات الأرواح، لا ذنب لهم سوى الإقامة والعمل والبحث عن لقمة العيش في عاصمتهم. واعتبر أي دعوة للتضامن مع بيروت واستنفار القوى الأهلية والحزبية والتنظيمية وتفعيل العلاقات العربية والدولية لنجدتها هي من باب تحصيل الحاصل، ومسؤولية علينا وعلى الدولة بجميع رؤسائها ومؤسساتها وبكل إمكاناتها المادية والمعنوية.
وشدد على أنه لن يكون هناك شيء في الدنيا يمكن أن يغطي على الجريمة المروعة والمسؤولين عن ارتكابها أو يعوض دماء الشهداء والجرحى والمفقودين.
ولفت إلى أن تيار المستقبل لن يكتفي بالنحيب على أطلال بيروت، ويعتبر الكارثة التي حلت بحجم حرب تدميرية أين منها كل الحروب الأهلية والحروب الإسرائيلية على لبنان، وأخطر ما في هذه الحرب أن يكون هناك قرار باغتيال بيروت لا يقل مأساوية وهولاً ووجعاً عن جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، التي سيصدر حكم المحكمة الدولية بشأنها الجمعة.
وأكد أن شكوكا خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه. ولن يكون في الإمكان حسم الشكوك بإجراءات أمنية وقضائية عادية، ولن تكفي المواطنين الذين نكبوا بأرواحهم وأرزاقهم وكراماتهم، نداءات الاستغاثة، مع التقدير لكل من بادر للمساعدة من الأشقاء والأصدقاء.
وتساءل: بيروت تريد أن تعرف كيف تم تدميرها، ومن المسؤول المباشر عن تخزين مواد شديدة الانفجار في قلبها، وما الداعي لوجود مثل هذه المواد منذ سنوات في أحد هنغارات المرفأ، ومن أتي بها إلى لبنان، ومن سمح بحجزها، وكيف سكتت الأجهزة الأمنية الموجودة في مرفأ بيروت عن وجود هذه المواد الخطيرة؟ وشدد الحريري على أن «بيروت ستحاسبكم ولن تسكت. لبنان سيحاسبكم ولن يسكت بعد اليوم».